إنك تحارب حوتا لا يعي ما يكنه صدرك له, ولا يهمه, حيث هو من الطبيعة بمكان لا يسمح له أن يتخذك عدوا، أو يحمل لك كرها بين جوانحه كما تحمله أنت طوال عمرك أينما رحت وغدوت, إنه مجرد حوت, حيوان أخر ككل الحيوانات.
أنفق الكابتن “إيهاب” طيلة عمره وحياته شغوفا بقتل الحوت الذي التهم ساقه في أحد المعارك السابقة له معه, ومنذ ذلك الحين، فالكابتن “إيهاب” لا يغدو ولا يروح إلا وهو يحمل معه “كرها” يثقل كاهليه جراء ذلك الحادث, ولكنه لا يعي أن الحوت لا يهمه ما يثقل الكابتن ولا ما ألم به.
بدلا من أن يشكر الله أن أنجاه من تلك المعركة الطاحنة, أخذ الكابتن يتتبع الحوت في كل بقعة يقصدها، أصبح الحوت شغله الشاغل, أصبح محور حياته.
تحول الحوت من كائن لا يعي معني الانتقام ولا يعرف العداوة كما نعرفها نحن بنو البشر ونتفنن فيها,
إلي “رمز” إلي عدو مماثل
إنه يريد أن يغدو مثلنا نحن بنو البشر, يرتفع لمكانتنا, يشاطرنا انفعالاتنا التي نظنها حكرا علينا,
أيعي الحوت كل ذلك ؟ أو أيعجز عنه ؟ّ
هكذا الدهر.
“إنك تقاتل حوتا لا يعي ما يكنه صدرك له, ولا يهمه أمرك”.