غالبا الادمان هو صورة مصغره جدا من قلق الانسان عن المصير؟! مصيره هو الشخصي واللي بيكون أحيانا مرتبط بذكريات سواء حلوة أو وحشة ومبقتش موجوده أو موجوده بتألمه.
واللي بيفضي بالانسان بجرعة overdose من أيا كان ما يلتهمه, في رأيي هنا ان المدمن مش بيكون عاوز يتلهم أو يتعاطي “المخدر” أيا كان هو ايه, علي قد ما هو عاوز “المخدر” يتعاطاه هو.
المخدر يلتهمه هو بتفاصيل حياته بألامه بطموحاته, لذلك الانسان هو الكائن الوحيد اللي فاهم جديا معني جملة he is a destructive machine ودا أحيانا مش زي الناس بتقول انه defense mechanism
لان المدمن في أغلب الأوقات هو “ذكي” وعارف ليه بيتعاطي ومش معرفة الاجابة هي اللي هتمنعه.
المدمن بيكون محتاج يتغيرله كتالوج كامل “نفسي”, طبعا فيه حالات خطيرة جدا عشان حتي توصلها للمرحلة دي بتتطلب تدخل كيميائي ودا بيكون حالات متأخرة جدا.
ولكن الكتالوج النفسي دا هو تعديل زوايا نظر المدمن لأوضاعه, وتبصرته بألامه صح وتقبلها مهما كلفه الأمر والتعايش معاها “صح”.
الضريبه اللي بيدفعها المدمن هي حياته كلها, لإن للأسف ال motto اللي بيقول once an addict is always an addict هي صحيحه لكن نسبيا، يعني بيكون مدمن بدرجات، وممكن ميكنش بيتعاطي المخدر نهائي لكنه واقع تحت تأثير ادمانه زي الي بيتعاطوه بالظبط لو فكرة التعاطي بتشمل حيز كبير من عقله حتي لو مش بياخد action بناءا عليها.
رجوعا لنقطة الادمان، كسر حلقة الادمان مش بتم من خلاله ال avoidance اللي المدمن بيعمله، لانه دا أكتر شئ يقوي الادمان ويقوي سلطته علي نفس الانسان.
وهي معادلة بسيطة كالتالي: تجنب المدمن للرغبة الشديدة والملحة لوهلة بيحس إنه إنتصر في معركة “لكنها للأسف وهمية بتدور في عقله بس”، وبعدها سرعة ارتداد المدمن للمخدر بتكون أقسي ما يمكن.
= ليه بقا ؟
هنا يحضرني قول رسول الله عليه الصلاة والسلام:
ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق.
الشدة اللي بيطبقها الانسان علي نفسه في وقت قصير جدا عشان يترفع عن ادمانه ويتجنبه، بتشده حاجه هو مش فاهمها لتحت وتهوي بيه من ناحية تانيه بنفس القوة ويمكن أكبر.
ودي cycle المدمن بيكون متعود عليها وأحيانا بيطبق نقطة ال avoidance دي عن عمد لان الارتداد بالنسباله هيوصله لأعلي نقطة في curve المتعه.
طبعا شغل النفس والاشتغال بأمور أخري دا علي عكس المعهود للأسف هو صورة أخري لل avoidance واللي بتبوء بالفشل.
تحويل أي شئ ل forbidden fruits بيقدس الشئ دا ويديله هالة أكبر من حجمها فعليا علي أرض الواقع, بيزرع بذرة “رغبة” شديدة في تربة قاع الانسان واللي بتكبر مع الزمن واحده واحده
لكن ثمارها لما بتكون جاهزة للقطف, الانسان مش بيتردد في قطفها, هو دا بالظبط اللي المدمن ومش شرط المدمن, أي انسان عشان تعدله زواياه لازم تفهمهوله.
لان زي ما قلت قبل كدا، الفتنة في حد ذاتها لا تمثل شيئا واضحا، ولكن نظرة الانسان للفتنة هي اللي بتلبسها كل الرهبه والخوف منها.
وانت مدمن مش بتحس بسرعة أو بطأ الحياة زي ما الناس ممكن تكون متصورة، بتحس انك كنت ماشي بسرعة 200 بس لما تقف، وفعلا لما بتبدأ توقف ادمانك بتحس ان دماغك كانت ماشيه بسرعه 200 بس مش سرعة تدل علي التقدم أكيد، سرعة تدل علي التخبط، ويمكن علي الوهم أكتر
بترجع تاني تحس ببطأ الأيام أو سرعتها علي حسب انت مضغوط قد ايه ومضغوط اصلا ولا لأ.
كأنك كنت راكب rollercoaster بجد تجربة في منتهي الألم لما بتبدأ تدرك بدايتها ونهايتها والخسارات المتتالية بينهم.
مدي قابلية الإنسان الداخلية للتعاطي هي صورة غير مباشرة لتهتك روحه، نذير لوجود خلل ما، خلل بالكاد ممكن يكون ناشئ من عدة عوامل، منها الاضطرابات الأسرية، أو العوامل الجينية، لكن بالأساس إن أغلب الادمانات بتكون هروب من stress ودا أبسط دوافع الادمان وأشهرها علي الاطلاق.
الحل المهم واللي فعلا بيأتي بثماره بالنسبة للمدمن هو التحرك في المساحة التي كانت قبل ذلك توقعه في الادمان كنتيجة شرطيه, فاللي هو احنا عاوزينه ان المدمن يكسر حالة الاعتماد الشرطي دي في كل الحاجاات اللي قبل كدا كانت trigger بالنسباله.
لإن تجنب النقطة دي حتي لو مكنش المدمن بيعاقر المادة المخدرة لمده طويله, ولكن تحت ظرف ما أو ضغط ما, تصادف وجوده مع ال trigger فنسبة 90% في المية, المدمن هيرجع لل cycle تاني ويمكن أشد وأشد من طول فترة ادمانه كلها مجتمعه.