مقدمة
هنا أقوم بتتبع ما أحفظه من الشعر، وقد كتبت من قبل مقالة في كيفية الحفظ.
وقد قسمت هنا عملية التتبع لقسمين رئيسين، قسم للمعلقات، وقسم أخر للدواوين المختلفة والقصائد المنفردة، وتحت كل قسم أقوم بتعريف مجمل عن الشاعر أو الديوان والحالة التي كتبت من أجلها القصيدة والأحوال التي كانت في تلك الفترة، وأحيانا أتحدث عن الأدب والشعر في ذلك العصر وأحيل علي مصادر أخري للاستزادة.
المعلقات
المُعَلَّقَاتُ مِنْ أَشْهَرِ ما كتَب العَرَبُ في الشِّعرِ وسُمِّيَتْ مُعَلَّقَاتٍ. وقد قيل لها مُعَلَّقَاتٌ لأنها مثلُ العقود النفيسة تَعْلَقُ بالأذهان. ويقال إن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الْكَعْبَةِ قبل مجيء الْإِسْلَامِ، وتعدّ هذه القصائدُ أروعَ ما قيل في الشِّعْرِ العربيِّ الْقَدِيمِ وأنفسَه؛ لِذلكَ اهْتَمَّ الناس قديمًا بها ودَوّنوها وكتبوا شُروحًا لها، وهي عادةً ما تبدأُ بذِكْرِ الْأَطْلَالِ وتَذْكُرُ ديارَ محبوبةِ الشاعرِ وكانتْ سَهْلةَ الحِفْظِ وتكون هذه المعلقات من محبته له شعاره الخاص.
وقيل إن حَمَّادًا الرَّاويةَ هو أولُ مَن جمع القصائدَ السَّبْعَ الطِّوَالَ وسماها بالمعلقاتِ (السموط). وكان يقولُ إنها مِن أعذبِ ما قال العربُ وإنَّ العربَ كانوا يسمونها بالسُّموطِ (الْمُعَلَّقَاتِ). وقد ذهب الأُدباءُ والكُتَّابُ من بعدِه لدِراسَتِها. مثلُ ابنِ الكَلْبِيِّ. وابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ صاحبِ العقد الفريد وأضاف بكِتَابِهَ أَمْرَ تَعْلِيقِهَا عَلَى الْكَعْبَةِ. قَدْ تَجِدُهُنَّ سَبْعَ قَصَائدَ في كلِّ كتابٍ قديمٍ لكِنَّ منهمْ مَن أضاف قصيدةً لشاعِرٍ وأهمل قصيدةً لِشاعرٍ آخَرَ. فاحتاروا مَن السبعةُ، فجعلوها عشرًا.
ومصدري في حفظ المعلقات يعتمد علي كتاب شرح المعلقات السبع للإمام الزوزني
رحمه الله.
معلقة عنترة بن شداد
عنترة بن شداد أحد شعراء العرب وفوارسهم.
رقم البيت | الشطر الأول | الشطر الثاني |
---|---|---|
1 | هل غادر الشعراء من متردم؟ | أم هل عرفت الدار بعد توهم؟ |
2 | يا دار عبلة بالجواء تكلمي | وعمي صباحا دار عبلة واسلمي |
3 | فوقفت فيها ناقتي وكأنها | فدن لأقضي حاجة المتلوم |
4 | وتحل عبلة بالجواء وأهلنا | بالحزن فالصمان بالمتلثم. |
5 | حييت من طلل تقادم عهده | أقوي وأقفر بعد أم الهيثم. |
6 | حلت بأرض الزائرين فأصبحت | عسرا علي طلابك ابنة مخرم |
الدواوين المختلفة والقصائد المنفردة
هناك العديد من دواوين الشعر، ولكن أشار طه حسين ذات مرة بأن من أراد أن يحفظ من الشعر شيئا فليبدأ بالحماسة، وأحسب أنه ما قال ذلك إلا لإحتواء الحماسة علي مختلف المواضيع الشعرية.
لذا فقدت العزم علي أن أبدأها، وقد اخترت شرح الحماسة - أيوب الجهني
مصدرا أساسيا لي في هذه الرحلة، وفي المستقبل القريب إن شاء الله سأشتري شرح ديوان الحماسة للمرزوقي
لأنه أحد أهم شروح ديوان الحماسة لأبي تمام.
ومنهجي في عرض القصيدة يعتمد علي تبيين حال القصيدة ومن قائلها بالإضافة لبعض التعليقات الشخصية التي استفدتها منها.
ديوان الحماسة
حال القصيدة: قال أحد شعراء بلعنبر يعاتب قومه حين طلب نصرتهم ولم ينصروه، ولجأ إلي قبيلة بني مازن
فنصروه، فشرع يهجو قومه ويعاتبهم في تقاعسهم.
رقم البيت | الشطر الأول | الشطر الثاني |
---|---|---|
1 | لو كنتُ مِن مَازِنٍ لم تَسْتَبِحْ إِبِلِي | بنو الَّلقِيطَةِ مِن ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا |
٢ | إذن لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ | عندَ الحَفِيظةِ إِنْ ذو لُوثَةٍ لانَا |
٣ | قومٌ إذا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ | قاموا إليه زَرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا |
٤ | لا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حينَ يَنْدُبُهُمْ | في النَّائِبَاتِ على ما قال بُرْهَانَا |
٥ | لكنَّ قومِي وإِنْ كانوا ذَوِي حسب | ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإِنْ هَانَا |
٦ | يَجْزُونَ مِن ظُلْمِ أَهْلِ الظَّلْمِ مَغْفِرَةً | ومِن إِساءَةِ أَهْلِ السَّوءِ إِحْسَانَا |
٧ | كأَنَّ رَبَّك لم يَخْلُقْ لِخَشْيَتِهِ | سواهمُ مِن جميعِ الناسِ إِنسانَا |
٨ | فليت لي بهم قومًا إذا رَكِبُوا | شَدُّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا ورُكْبَانَا |
قال أبو الغول الطهوي:
رقم البيت | الشطر الأول | الشطر الثاني |
---|---|---|
١ | فَدَتْ نَفْسي وما مَلَكَتْ يَمِيني | فَوَارِسَ صَدَّقَتْ فيهمْ ظُنُونِي |
٢ | فَوَارِسَ لا يَمَلُّونَ المَنَايَا | إذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ الزَّبُونِ |
٣ | ولا يَجْزُونَ مِن حَسَنٍ بِسَيْءٍ | ولا يَجْزُونَ مِن غِلْظٍ بِلِينِ |
٤ | ولا تَبْلَى بَسَالَتُهُمْ وَإِنْ هُمْ | صَلُوا بالحَرْبِ حِينًا بعدَ حِينِ |
٥ | هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بِضَرْبٍ | يُؤَلِّفُ بين أَشْتَاتِ المَنُونِ |
٦ | فَنَكَّبَ عنهمُ دَرْءَ الأَعَادِي | وَدَاوَوْا بالجُنُونِ مِن الجُنُونِ |
٧ | ولا يَرْعَوْنَ أَكْنَافَ الهُوَيْنَى | إذا حَلُّوا ولا أَرْضَ الهَدُونِ |
قال الفند الزماني:
رقم البيت | الشطر الأول | الشطر الثاني |
---|---|---|
1 | صفحنا عن بني ذهل | وقلنا القوم إخوان |
٢ | عَسَى الأَيَّامُ أَنْ تُرْجِـ | ـعَ قَومًا كالذي كانُوا |
٣ | فَلَمَّا صَرَّحَ الشَّرُّ | وأَمْسَى وهو عُرْيَانُ |
٤ | ولم يَبْقَ سِوى العُدْوانِ | دِنَّاهمْ كما دَانُوا |
٥ | شددنا شدة اللَّيْثِ | غَدَا واللَّيثُ غَضْبَانُ |
٦ | بِضَرْبٍ فيه تَوْهينٌ | وَتَخْضِيعٍ وَإِقْرَانُ |
٧ | وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ | غَذَا والزِّقُّ مَلآنُ |
٨ | وفي الشَرِّ نَجَاةٌ حينَ | لا يُنْجِيكَ إِحْسَانُ |
٩ | وبَعْضُ الحِلْمِ عندَ الجَهْلِ | لِلذَّلَّةِ إِذْعَانُ |